فصل: تفسير الآيات (11- 18):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (11- 18):

{قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)}
لما أجمع رأيهم على أن يلقوه في غيابات الجبّ، جاءوا إلى أبيهم وخاطبوه بلفظ الأبوة استعطافاً له، وتحريكاً للحنو الذي جبلت عليه طبائع الآباء للأبناء، وتوسلاً بذلك إلى تمام ما يريدونه من الكيد الذي دبروه، واستفهموه استفهام المنكر لأمر ينبغي أن يكون الواقع على خلافه، ف {قَالُواْ يأَبَانَا مالك لاَ تَأْمَنَّا على يُوسُفَ} أي: أيّ شيء لك لا تجعلنا أمناء عليه، وكأنهم قد كانوا سألوه قبل ذلك أن يخرج معهم يوسف فأبى. وقرأ يزيد بن القعقاع، وعمرو بن عبيد، والزهري {لا تأمنا} بالإدغام بغير إشمام. وقرأ طلحة بن مصرف: {لا تأمننا} بنونين ظاهرتين على الأصل. وقرأ يحيى بن وثاب، وأبو رزين، والأعمش: {لا تيمنا} وهو لغة تميم كما تقدم. وقرأ سائر القراء بالإدغام والإشمام ليدلّ على حال الحرف قبل إدغامه {وَإِنَّا لَهُ لناصحون} في حفظه وحيطته حتى نردّه إليك {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً} أي: إلى الصحراء التي أرادوا الخروج إليها، و{غدا} ظرف، والأصل عند سيبويه غدوة، قال النضر بن شميل: ما بين الفجر وطلوع الشمس يقال له: غدوة، وكذا يقال له بكرة {نرتع وَنَلْعَبُ} هذا جواب الأمر. قرأ أهل البصرة وأهل مكة وأهل الشام بالنون وإسكان العين، كما رواه البعض عنهم. وقرءوا أيضاً بالاختلاس، وقرأ الباقون بالنون وكسر العين. والقراءة الأولى مأخوذة من قول العرب: رتع الإنسان أو البعير إذا أكل كيف شاء، أو المعنى: نتسع في الخصب، وكل مخصب راتع، قال الشاعر:
فارعى فزارة لا هناك المرتع

ومنه قول الشاعر:
ترتع ما رتعت حتى إذا ادّكرت ** فإنما هي إقبال وإدبار

والقراءة الثانية مأخوذة من رعي الغنم. وقرأ مجاهد وقتادة: {يرتع ويلعب} بالتحتية فيهما، ورفع يلعب على الاستئناف، والضمير ليوسف.
وقال القتيبي: معنى {نرتع} نتحارس ونتحافظ، ويرعى بعضنا بعضاً، من قولهم: رعاك الله أي: حفظك، و{نلعب} من اللعب. قيل لأبي عمرو بن العلاء: كيف قالوا ونلعب وهم أنبياء؟ فقال: لم يكونوا يومئذٍ أنبياء، وقيل: المراد به اللعب المباح من الأنبياء، وهو مجرّد الانبساط، وقيل هو اللعب الذي يتعلمون به الحرب، ويتقوّون به عليه كما في قولهم: {إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ} لا اللعب المحظور الذي هو ضدّ الحق، ولذلك لم ينكر يعقوب عليهم لما قالوا: ونلعب، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لجابر: «فهلاَّ بكراً تلاعبها وتلاعبك» فأجابهم يعقوب بقوله: {إِنّى لَيَحْزُنُنِى أَن تَذْهَبُواْ بِهِ} أي: ذهابكم به، واللام في {لَيَحْزُنُنِى} لام الابتداء للتأكيد، ولتخصيص المضارع بالحال، أخبرهم أنه يحزن لغيبة يوسف عنه لفرط محبته له وخوفه عليه، {وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذئب} أي: ومع ذلك أخاف أن يأكله الذئب.
قال يعقوب: هذا تخوّفاً عليه منهم، فكنى عن ذلك بالذئب. وقيل: إنه خاف أن يأكله الذئب حقيقة؛ لأن ذلك المكان كان كثير الذئاب، ولو خاف منهم عليه أن يقتلوه لأرسل معهم من يحفظه. قال ثعلب: والذئب مأخوذ من تذأبت الريح إذا هاجت من كل وجه، قال: والذئب مهموز؛ لأنه يجيء من كل وجه.
وقد قرأ ابن كثير ونافع في رواية عنه بالهمز على الأصل، وكذلك أبو عمرو في رواية عنه وابن عامر، وعاصم، وحمزة. وقرأ الباقون بالتخفيف. {وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافلون} لاشتغالكم بالرتع واللعب، أو لكونهم غير مهتمين بحفظه. {قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذئب وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} اللام هي الموطئة للقسم. والمعنى: والله لئن أكله الذئب، والحال: إن نحن عصبة أي جماعة كثيرة عشرة {إِنَّا إِذَا لخاسرون} أي: إننا في ذلك الوقت، وهو أكل الذئب له {لخاسرون} هالكون ضعفاً وعجزاً، أو مستحقون للهلاك لعدم الاعتداد بنا، وانتفاء القدرة على أيسر شيء وأقله، أو مستحقون لأن يدعى علينا بالخسارة والدّمار. وقيل: {لخاسرون} لجاهلون حقه، وهذه الجملة جواب القسم المقدّر في الجملة التي قبلها.
{فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ} من عند يعقوب {وَأَجْمَعُواْ} أمرهم {أَن يَجْعَلُوهُ في غَيَابَةِ الجب} قد تقدّم تفسير الغيابة والجب قريباً، وجواب {لما} محذوف لظهوره ودلالة المقام عليه، والتقدير: فعلوا به ما فعلوا، وقيل: جوابه {قَالُواْ يأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ} وقيل: الجواب المقدّر جعلوه فيها. وقيل: الجواب: {أوحينا} والواو مقحمة، ومثله قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وناديناه} [الصافات: 103- 104] أي: ناديناه {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ} أي: إلى يوسف تيسيراً له وتأنيساً لوحشته مع كونه صغيراً اجتمع على إنزال الضرر به عشرة رجال من إخوته، بقلوب غليظة فقد نزعت عنها الرحمة وسلبت منها الرأفة، فإن الطبع البشري،- دع عنك الدين- يتجاوز عن ذنب الصغير، ويغتفره لضعفه عن الدفع، وعجزه عن أيسر شيء يراد منه، فكيف بصغير لا ذنب له، بل كيف بصغير هو أخ وله ولهم أب مثل يعقوب، فلقد أبعد من قال إنهم كانوا أنبياء في ذلك الوقت، فما هكذا عمل الأنبياء ولا فعل الصالحين، وفي هذا دليل على أنه يجوز أن يوحي الله إلى من كان صغيراً ويعطيه النبوّة حينئذٍ، كما وقع في عيسى ويحيى بن زكريا، وقد قيل: إنه كان في ذلك الوقت قد بلغ مبالغ الرجال، وهو بعيد جدّاً، فإن من كان قد بلغ مبالغ الرجال لا يخاف عليه أن يأكله الذئب. {لَتُنَبّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا} أي: لتخبرنّ إخوتك بأمرهم هذا الذي فعلوه معك بعد خلوصك مما أرادوه بك من الكيد، وأنزلوه عليك من الضرر، وجملة {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} في محل نصب على الحال، أي: لا يشعرون بأنك أخوهم يوسف لاعتقادهم هلاكك بإلقائهم لك في غيابة الجبّ، ولبعد عهدهم بك، ولكونك قد صرت عند ذلك في حال غير ما كنت عليه وخلاف ما عهدوه منك، وسيأتي ما قاله لهم عند دخولهم عليه بعد أن صار إليه ملك مصر.
قوله: {وَجَاءوا أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ} {عشاء} منتصب على الظرفية، وهو آخر النهار. وقيل: في الليل، و{يبكون} في محل نصب على الحال أي: باكين أو متباكين لأنهم لم يبكوا حقيقة، بل فعلوا فعل من يبكي ترويجاً لكذبهم وتنفيقاً لمكرهم وغدرهم. فلما وصلوا إلى أبيهم {قَالُواْ يأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ} أي: نتسابق في العدو أو في الرمي. وقيل: ننتضل، ويؤيده قراءة ابن مسعود: {ننتضل}. قال الزجاج: وهو نوع من المسابقة.
وقال الأزهري: النضال في السهام، والرهان في الخيل، والمسابقة تجمعهما. قال القشيري: نستبق، أي: في الرمي أو على الفرس أو على الأقدام. والغرض من المسابقة التدرّب بذلك في القتال {وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ متاعنا} أي: عند ثيابنا ليحرسها {فَأَكَلَهُ الذئب} الفاء للتعقيب أي، أكله عقب ذلك.
وقد اعتذروا عليه بما خافه سابقاً عليه، وربّ كلمة تقول لصاحبها دعني. {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا} بمصدّق لنا في هذا العذر الذي أبدينا، والكلمة التي قلناها {وَلَوْ كُنَّا} عندك أو في الواقع {صادقين} لما قد علق بقلبك من التهمة لنا في ذلك مع شدة محبتك له. قال الزجاج: والمعنى ولو كنا عندك من أهل الثقة والصدق ما صدّقتنا في هذه القضية لشدّة محبتك ليوسف، وكذا ذكره ابن جرير وغيره.
{وَجَاءوا على قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} {على قميصه} في محل نصب على الظرفية، أي جاءوا فوق قميصه بدم، ووصف الدم بأنه كذب مبالغة كما هو معروف في وصف اسم العين باسم المعنى. وقيل المعنى: بدم ذي كذب أو بدم مكذوب فيه. وقرأ الحسن وعائشة: {بدم كدب} بالدال المهملة أي: بدم طريّ. يقال للدم الطريّ: كدب.
وقال الشعبي: إنه المتغير، والكذب أيضاً البياض الذي يخرج في أظفار الأحداث، فيجوز أن يكون شبه الدم في القميص بالبياض الذي يخرج في الظفر من جهة اللونين.
وقد استدّل يعقوب على كذبهم بصحة القميص، وقال لهم: متى كان هذا الذئب حكيماً يأكل يوسف ولا يخرق القميص؟
ثم ذكر الله سبحانه ما أجاب به يعقوب عليهم فقال: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا} أي: زينت وسهلت. قال النيسابوري: التسويل تقرير في معنى النفس مع الطمع في تمامه، وهو تفعيل من السول وهو الأمنية. قال الأزهري: وأصله مهموز غير أن العرب استثقلوا فيه الهمزة {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} قال الزجاج: أي: فشأني أو الذي أعتقده صبر جميل.
وقال قطرب: أي: فصبري صبر جميل. وقيل: فصبر جميل أولى بي، قيل: والصبر الجميل هو الذي لا شكوى معه. قال الزجاج: قرأ عيسى بن عمر فيما زعم سهل بن يوسف {فصبراً جميلاً} قال: وكذا في مصحف أنس. قال المبرد: {فصبر جميل} بالرفع أولى من النصب. لأن المعنى: قال ربّ عندي صبر جميل، وإنما النصب على المصدر أي: فلأصبرنّ صبراً جميلاً. قال الشاعر:
شكا إليّ جملي طول السرى ** صبراً جميلاً فكلانا مبتلى

{والله المستعان} أي: المطلوب منه العون {على مَا تَصِفُونَ} أي: على إظهار حال ما تصفون، أو على احتمال ما تصفون، وهذا منه عليه السلام إنشاء لا إخبار.
وقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً نرتع وَنَلْعَبُ} قال: نسعى وننشط ونلهو.
وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه، والسلفي في الطيوريات عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تلقنوا الناس فيكذبوا، فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الناس، فلما لقنهم أبوهم كذبوا، فقالوا: أكله الذئب».
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ} قال: أوحي إلى يوسف وهو في الجبّ لتنبئن إخوتك بما صنعوا وهم لا يشعرون بذلك الوحي.
وأخرج هؤلاء عن قتادة قال: أوحى الله إليه وحياً وهو في الجبّ أن سينبئهم بما صنعوا {وهم} أي: إخوته {لا يشعرون} بذلك الوحي، فهوّن ذلك الوحي عليه ما صنع به.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} قال: لم يعلموا بوحي الله إليه.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عنه قال: لما دخل إخوة يوسف على يوسف فعرفهم وهم له منكرون جيء بالصواع فوضعه على يده، ثم نقره فطنّ، فقال: إنه ليخبرني هذا الجام أنه كان لكم أخ من أبيكم يقال له: يوسف يدنيه دونكم، وأنكم انطلقتم به فألقيتموه في غيابة الجبّ، فأتيتم أباكم فقلتم: إن الذئب أكله، وجئتم على قميصه بدم كذب، فقال بعضهم لبعض: إن هذا الجام ليخبره بخبركم، فقال ابن عباس: فلا نرى هذه الآية نزلت إلاّ في ذلك {لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}.
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي بكر بن عياش قال: كان يوسف في الجبّ ثلاثة أيام.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا} قال: بمصدّق لنا.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وَجَاءوا على قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} قال: كان دم سخلة.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد مثله.
وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس {وَجَاءوا على قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} قال: لما أتي يعقوب بقميص يوسف فلم ير فيه خرقاً قال: كذبتم لو كان كما تقولون أكله الذئب لخرق القميص.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا} يقول: بل زينت لكم أنفسكم أمراً {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ والله المستعان على مَا تَصِفُونَ} أي: على ما تكذبون.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصبر، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن حبان بن أبي حبلة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} قال: «لا شكوى فيه، من بثّ لم يصبر» وهو من طريق هشيم عن عبد الرحمن، عن حبان بن أبي حبلة، وهو مرسل.
وأخرج عبد الرزاق، والفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} قال: ليس فيه جزع.

.تفسير الآيات (19- 22):

{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}
هذا شروع في حكاية خلاص يوسف، وما كان بعد ذلك من خبره، وقد تقدم تفسير السيارة، والمراد بها هنا: رفقة مارة تسير من الشام إلى مصر، فأخطؤا الطريق وهاموا حتى نزلوا قريباً من الجبّ، وكان في قفرة بعيدة من العمران. والوارد: الذي يرد الماء ليستقي للقوم، وكان اسمه فيما ذكر المفسرون مالك بن ذعر من العرب العاربة {فأدلى دَلْوَهُ} أي: أرسله، يقال: أدلى دلوه إذا أرسلها ليملأها، ودلاها: إذا أخرجها، قاله الأصمعي وغيره. فتعلق يوسف بالحبل، فلما خرج الدلو من البئر أبصره الوارد فقال: {يا بشراي} هكذا قرأ أهل المدينة وأهل مكة وأهل البصرة، وأهل الشام بإضافة البشرى إلى الضمير. وقرأ أهل الكوفة {يا بشرى} غير مضاف، ومعنى مناداته للبشرى: أنه أراد حضورها في ذلك الوقت، فكأنه قال: هذا وقت مجيئك وأوان حضورك. وقيل: إنه نادى رجلاً اسمه بشرى. والأوّل أولى. قال النحاس: والمعنى من نداء البشرى للتبشير لمن حضر، وهو أوكد من قولك بشرته كما تقول يا عجبا أي: يا عجب هذا من أيامك فاحضر. قال: وهذا مذهب سيبويه {وَأَسَرُّوهُ} أي: أسرّ الوارد وأصحابه الذين كانوا معه يوسف فلم يظهروه لهم. وقيل: إنهم لم يخفوه، بل أخفوا وجدانهم له في الجبّ، وزعموا أنه دفعه إليهم أهل الماء ليبيعوه لهم بمصر. وقيل: ضمير الفاعل في {أسرّوه} لإخوة يوسف، وضمير المفعول ليوسف، وذلك أنه كان يأتيه أخوه يهوذا كل يوم بطعام، فأتاه يوم خروجه من البئر فأخبر إخوته فأتوا الرفقة وقالوا: هذا غلام أبق منا فاشتروه منهم، وسكت يوسف مخافة أن يأخذوه فيقتلوه، والأوّل أولى. وانتصاب {بضاعة} على الحال: أي أخفوه حال كونه بضاعة أي: متاعاً للتجارة، والبضاعة: ما يبضع من المال، أي: يقطع منه، لأنها قطعة من المال الذي يتجر به، قيل: قاله لهم الوارد وأصحابه أنه بضاعة استبضعناها من الشام مخافة أن يشاركوهم فيه، وفي قوله: {والله عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} وعيد شديد لمن كان فعله سبباً لما وقع فيه يوسف من المحن وما صار فيه من الابتذال بجري البيع والشراء فيه، وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم في وصفه بذلك.
قوله: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دراهم مَعْدُودَةٍ} يقال: شراه بمعنى اشتراه، وشراه بمعنى باعه. قال الشاعر:
وشريت برداً ليتني ** من بعد برد كنت هامه

أي: بعته.
وقال آخر:
فلما شراها فاضت العين عبرة

أي اشتراها.
والمراد هنا: وباعوه، أي: باعه الوارد وأصحابه {بِثَمَنٍ بَخْسٍ} أي: ناقص، أو زائف، وقيل: يعود إلى إخوة يوسف على القول السابق، وقيل: عائد إلى الرفقة، والمعنى: اشتروه.
وقيل: بخس ظلم، وقيل: حرام. قيل: باعوه بعشرين درهماً، وقيل: بأربعين، و{دراهم} بدل من ثمن أي: دنانير، و{معدودة} وصف لدراهم، وفيه إشارة إلى أنها قليلة تعدّ ولا توزن؛ لأنهم كانوا لا يزنون ما دون أوقية وهي أربعون درهماً، {وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزاهدين} يقال: زهدت وزهدت بفتح الهاء وكسرها. قال سيبويه والكسائي: قال أهل اللغة: يقال: زهد فيه أي رغب عنه، وزهد عنه أي: رغب فيه. والمعنى: أنهم كانوا فيه من الراغبين عنه الذين لا يبالون به، فلذلك باعوه بذلك الثمن البخس؛ وذلك لأنهم التقطوه، والملتقط للشيء متهاون به، والضمير من {كانوا} يرجع إلى ما قبله على حسب اختلاف الأقوال فيه.
{وَقَالَ الذي اشتراه مِن مّصْرَ} هو العزيز الذي كان على خزائن مصر، وكان وزيراً لملك مصر، وهو الريان بن الوليد من العمالقة. وقيل: إن الملك هو فرعون موسى، قيل: اشتراه بعشرين ديناراً، وقيل: تزايدوا في ثمنه فبلغ أضعاف وزنه مسكاً وعنبراً وحريراً وورقاً وذهباً ولآلئ وجواهر، فلما اشتراه العزيز قال: {لاِمْرَأَتِهِ} واللام متعلقة ب {اشتراه} {أَكْرِمِى مَثْوَاهُ} أي: منزله الذي يثوى فيه بالطعام الطيب واللباس الحسن. يقال: ثوى بالمكان أي: أقام به {عسى أَن يَنفَعَنَا} أي: يكفينا بعض المهمات مما نحتاج إلى مثله فيه {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} أي: نتبناه فنجعله ولداً لنا. قيل: كان العزيز حصوراً لا يولد له، وقيل: كان لا يأتي النساء، وقد كان تفرّس فيه أنه ينوب عنه فيما إليه من أمر المملكة.
قوله: {وكذلك مَكَّنَّا لِيُوسُفَ} الكاف في محل نصب على أنه نعت مصدر محذوف، والإشارة إلى ما تقدّم من إنجائه من إخوته وإخراجه من الجبّ، وعطف قلب العزيز عليه أي: مثل ذلك التمكين البديع مكنا ليوسف حتى صار متمكناً من الأمر والنهي، يقال: مكنه فيه أي أثبته فيه، ومكن له فيه أي: جعل له فيه مكاناً، ولتقارب المعنيين يستعمل كل واحد منهما مكان الآخر.
قوله: {وَلِنُعَلّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأحاديث} هو علة لمعلل محذوف كأنه قيل: فعلنا ذلك التمكين لنعلمه من تأويل الأحاديث، أو كان ذلك الإنجاء لهذه العلة، أو معطوف على مقدّر، وهو أن يقال: مكنا ليوسف ليترتب على ذلك ما يترتب مما جرى بينه وبين امرأة العزيز، {ولنعلمه من تأويل الأحاديث}؛ ومعنى تأويل الأحاديث: تأويل الرؤيا، فإنها كانت من الأسباب التي بلغ بها ما بلغ من التمكن، وقيل: معنى تأويل الأحاديث فهم أسرار الكتب الإلهية وسنن من قبله من الأنبياء، ولا مانع من حمل ذلك على الجميع.
{والله غَالِبٌ على أَمْرِهِ} أي: على أمر نفسه لا يمتنع منه شيء، ولا يغالبه عليه غيره من مخلوقاته {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [ياس: 82]. ومن جملة ما يدخل تحت هذا العام كما يفيد ذلك إضافة اسم الجنس إلى الضمير، ما يتعلق بيوسف عليه السلام من الأمور التي أرادها الله سبحانه في شأنه. وقيل: معنى {والله غَالِبٌ على أَمْرِهِ} أنه كان من أمر يعقوب أن لا يقصّ رؤيا يوسف على إخوته، فغلب أمر الله سبحانه حتى قصت عليهم حتى وقع منهم ما وقع، وهذا بعيد جدّاً {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} أي: لا يطلعون على غيب الله وما في طيه من الأسرار العظيمة والحكم النافعة، وقيل: المراد بالأكثر: الجميع؛ لأنه لا يعلم الغيب إلاّ الله. وقيل إن الله سبحانه قد يطلع بعض عبيده على بعض غيبه، كما في قوله: {فَلاَ يُظْهِرُ على غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارتضى مِن رَّسُولٍ} [الجن: 26- 27]. وقيل: المعنى ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الله غالب على أمره، وهم المشركون ومن لا يؤمن بالقدر.
قوله: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ اتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} الأشدّ. قال سيبويه: جمع واحدة شدّة، وقال الكسائي: واحده شدّ.
وقال أبو عبيد: إنه لا واحد له من لفظه عند العرب، ويردّه قول الشاعر:
عَهدي به شدَّ النهارِ كأنما ** خُضِبَ البنانَ ورأسه بالعظْلم

والأشدّ: هو وقت استكمال القوة، ثم يكون بعده النقصان. قيل: هو ثلاث وثلاثون سنة، وقيل بلوغ الحلم، وقيل: ثماني عشرة سنة، وقيل غير ذلك مما قد قدمنا بيانه في النساء والأنعام. والحكم: هو ما كان يقع منه من الأحكام في سلطان ملك مصر، والعلم: هو العلم بالحكم الذي كان يحكمه؛ وقيل: العقل والفهم والنبوّة؛ وقيل: الحكم هو النبوّة، والعلم: هو العلم بالدين. وقيل: علم الرؤيا، ومن قال: إنه أوتي النبوة صبياً قال: المراد بهذا الحكم والعلم الذي آتاه الله هو الزيادة فيهما. {وَكَذَلِكَ نَجْزِى المحسنين} أي: ومثل ذلك الجزاء العجيب نجزي المحسنين، فكل من أحسن في عمله أحسن الله جزاءه. وجعل عاقبة الخير من جملة ما يجزيه به. وهذا عام يدخل تحته جزاء يوسف على صبره الحسن دخولاً أولياً. قال الطبري: هذا وإن كان مخرجه ظاهراً على كل محسن فالمراد به محمد صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى كما فعل هذا بيوسف ثم أعطيته ما أعطيته كذلك أنجيك من مشركي قومك الذين يقصدونك بالعداوة، وأمكن لك في الأرض. والأولى ما ذكرناه من حمل العموم على ظاهره فيدخل تحته ما ذكره ابن جرير الطبري.
وقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله: {وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ} قال: جاءت سيارة فنزلت على الجبّ {فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ} فاستسقى الماء فاستخرج يوسف، فاستبشروا بأنهم أصابوا غلاماً لا يعلمون علمه ولا منزلته من ربه، فزهدوا فيه فباعوه، وكان بيعه حراماً، وباعوه بدراهم معدودة.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ} يقول: فأرسلوا رسولهم {فأدلى دَلْوَهُ} فنشب الغلام بالدلو، فلما خرج {قَالَ هذا غُلاَمٌ} تباشروا به حين استخرجوه، وهي بئر ببيت المقدس معلوم مكانها.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن السدّي في قوله: {يا بشراي} قال: كان اسم صاحبه بشرى كما تقول: يا زيد، وهذا على ما فيه من البعد لا يتم إلاّ على قراءة من قرأ: {يا بشرى} بدون إضافة.
وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي نحوه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وَأَسَرُّوهُ بضاعة} يعني: إخوة يوسف أسرّوا شأنه، وكتموا أن يكون أخاهم، وكتم يوسف شأنه مخافة أن يقتله إخوته، واختار البيع فباعه إخوته بثمن بخس.
وأخرج ابن جرير، وأبو الشيخ عن مجاهد قال: أسرّه التجار بعضهم من بعض.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عنه {وَأَسَرُّوهُ بضاعة} قال: صاحب الدلو ومن معه، قالوا لأصحابهم: إنا استبضعناه خيفة أن يشركوهم فيه إن علموا به، واتبعهم إخوته يقولون للمدلى وأصحابه: استوثقوا منه لا يأبق حتى وقفوا بمصر، فقال: من يبتاعني ويبشر، فابتاعه الملك والملك مسلم.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {وَشَرَوْهُ} قال: إخوة يوسف باعوه حين أخرجه المدلي دلوه.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: بيع بينهم بثمن بخس، قال: حرام لم يحلّ لهم بيعه، ولا أكل ثمنه.
وأخرج ابن جرير عن قتادة {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} قال: هم السيارة.
وأخرج أبو الشيخ عن عليّ بن أبي طالب أنه قضى في اللقيط أنه حرّ، وقرأ: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ}.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: البخس القليل.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الشعبي مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، والطبراني، والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: إنما اشتري يوسف بعشرين درهماً، وكان أهله حين أرسل إليهم بمصر ثلاثمائة وتسعين إنساناً: رجالهم أنبياء، ونساؤهم صدّيقات، والله ما خرجوا مع موسى حتى بلغوا ستمائة ألف وسبعين ألفاً.
وقد روي في مقدار ثمن يوسف غير هذا المقدار مما لا حاجة إلى التطويل بذكره.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {وَقَالَ الذي اشتراه مِن مّصْرَ} قال: كان اسمه قطفير.
وأخرج أبو الشيخ عن شعيب الجبائي: أن اسم امرأة العزيز زليخا.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق قال: الذي اشتراه أطيفير بن روحب، وكان اسم امرأته راعيل بنت رعاييل.
وأخرج ابن جرير، وابن إسحاق، وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: اسم الذي باعه من العزيز مالك بن زعر.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عنه في قوله: {أَكْرِمِى مَثْوَاهُ} قال: منزلته.
وأخرج ابن جرير، وأبو الشيخ عن قتادة مثله.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن سعد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وأبو الشيخ، والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: أفرس الناس ثلاثة: العزيز حين تفرّس في يوسف، فقال لامرأته: {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً} والمرأة التي أتت موسى فقالت لأبيها: {يا أبت استأجره} [القصص: 26]، وأبو بكر حين استخلف عمر.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وَلِنُعَلّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأحاديث} قال: عبارة الرؤيا.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في كتاب الأضداد، والطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} قال: ثلاثاً وثلاثين سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: أربعين سنة.
وأخرج عن عكرمة قال: خمسا وعشرين سنة.
وأخرج عن السدّي قال: ثلاثين سنة.
وأخرج عن سعيد بن جبير قال: ثماني عشرة سنة.
وأخرج عن ربيعة قال: الحلم.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن الشعبي نحوه.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: عشرين سنة.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد {اتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} قال: هو الفقه والعلم والعقل قبل النبوّة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {وَكَذَلِكَ نَجْزِى المحسنين} قال: المهتدين.